كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة



فقال المأمون قد مات حقدي لحياة عذرك وعفوت عنك وأعظم من عفوي عنك أني لم أجرعك امتنان الشافعين ثم سجد المأمون طويلا ثم رفع رأسه فقال يا إبراهيم أتدري لم سجدت فقلت شكرا لله ظفرك بعدو دولتك فقال ما أردت هذا ولكن شكرا لله على ما ألهمنيه من العفو عنك فقال إبراهيم
إن الذي خلق المكارم حازها
في صلب آدم للإمام السابع
ملئت قلوب الناس منه مهابة
ويضل يكلؤهم بقلب خاشع
فعفوت عمن لم يكن عن مثله
عفو ولم يشفع إليك بشافع
ورحمت أطفالا كأفراخ القطا
وحنين والده بقلب جازع
رد الحياة علي بعد ذهابها
كرم المليك القادر المتواضع
فقال المأمون لا تثريب عليك قد عفوت عنك ورددت مالك وضياعك فقال في ذلك
رددت مالي ولم تبخل علي به
وقبل ردك مالي قد حقنت دمي
فأبت عنك وقد خولتني نعما
هما الحيتان من موت ومن عدم
فلو بذلت دمي أبغي رضاك به
والمال حتى أسل النعل من قدمي